أهم الأحداث السيرية التي وقعت في شهر صفر
شهر صفر هو أحد الشهور القمرية المعروفة، وهو ثاني شهور السنة الهجرية، وقد شهد شهر صفر على مر التاريخ - كغيره من شهور السنة - الكثير من الأحداث المهمة، وسنكتفي هنا بأهم ما جرى من الأحداث خلال هذا الشهر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فمنها:
زواج النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم بخديجة بنت خويلد رضي الله عنها:
ففي شهر صفر من السنة الخامسة عشرة قبل البعثة، كان زواج النبي صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين؛ خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، القرشية الأسدية، ويلتقي نسبها مع نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، عند جدهما قصي بن كلاب، وقد عقد العالم الجليل غالي ولد المختار فال البصادي هذا المنثور بقوله:
وأمنا خديجة من أسد
سبط قصي ذي العلا والسؤدد
بنت خويلد أبي الغر الكرام
آل الزبير وحكيم بن حزام
يجمعها مع ذؤابة لؤي
جدهما القرم المجمع قصي
وحاصل الأمر أن خديجة رضي الله عنها ونتيجة لما كانت تسمع عما يتحلى به صلى الله عليه وسلم من صدق وأمانة وتعفف، دعته ليخرج مع غلام لها يدعى ميسرة في تجارتها إلى الشام، ولم يثبت إسلام ميسرة هذا، وهو ما أشار إليه العالم الجليل أحمدو ولد محمد عبد الحي ولد عابدين، في نظم الاحمرار على قرة الأبصار، بقوله:
ميسرة ليس له ذكر يُرى
بين صِحاب أحمد خير الورى
وهو غلام زوجة الرسول
خديجة والدة البتول
وافق صلى الله عليه وسلم، على طلب خديجة رضي الله عنها، وخرج مع الغلام، فلما عادا أخبرها الغلام بما شاهد فيه صلى الله عليه وسلم، من الصدق والأمانة والكرم والعفة وما رأى منه من الخوارق في هذه الرحلة، ثم رأت خديجة ما حصل من ربح تجارتها على يده، وما يتحلى به من الفضائل، فما كان منها إلا أن طلبت من إحدى صديقاتها أن تعرض عليه الزواج منها - أي من خديجة - فاستجابت صديقتها للطلب، ثم استجاب صلى الله عليه وسلم، فكانت أولى زوجاته، وأم جميع أبنائه، سوى إبراهيم، وقد أحبها كثيرا، فلم يزل يذكرها ويثني عليها، ويعرب عن حبه إياها طول حياته، ولم يتزوج عليها، إلى أن توفيت رضي الله عنها.
وقد ثبتت لخديجة بنت خويلد رضي الله عنها، مناقب كثيرة تدل على مكانتها في قلب النبي صلى الله عليه وسلم، وحسن إسلامها، وصبرها، وعلى تحملها ما يواجهها من أنواع الأذى والبلاء وهي مع النبي صلى الله عليه وسلم، في مراحل الدعوة بمكة المكرمة.
وكانت خديجة رضي الله عنها، أول من آمن بالله ورسوله، وقد أبلت في الدعوة بلاء حسنا، وقصة بدء نزول الوحي خير شاهد، وكان صلى الله عليه وسلم، لا يسمع شيئا يكرهه من الرد عليه، فيرجع إليها إلا ثبتته، وكانت تهون عليه أمر الناس.
وفي الخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بشر خديجة، رضي الله عنها، ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب، وفيه أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: خير نسائها خديجة بنت خويلد، وخير نسائها مريم بنت عمران، وكان صلى الله عليه وسلم إذا أتي بهدية قال: اذهبوا إلى بيت فلانة فإنها كانت صديقة لخديجة، ولا يمكن إحصاء مناقب أمنا خديجة بنت خويلد رضي الله عنها.
وهي وعائشة بنت أبي بكر أفضل أمهات المؤمنين رضي الله عنهن إجماعا، على خلاف في أيهما الفضلى، وفي الخلاف حول فضلهما وفضل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحافظ السيوطي رحمه الله:
وأفضل الأزواج بالتحقيق
فاطمة مع ابنة الصديق
وفيهما ثالثها الوقف وفي
عائشة وابنته الخلف قفي
والمرتضى تقدم الزهراء
بل وعلى مريم الغذراء
هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة
وفي أواخر شهر صفر من آخر سنة قبل الهجرة (السنة الثالثة عشرة بعد البعثة) كانت هجرته صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، فقد خرج من مكة - حيث قومه قريش وحيث ولد وعاش - مهاجرا إلى المدينة المنورة، حيث سيبدأ قيام الدولة الإسلامية.
وحاصل الأمر أن النبي صلى الله عليه وسلم، لما أبرم مع الأنصار بنود بيعة العقبة الثالثة، أمر أصحابه رضوان الله عليهم بالتوجه إلى المدينة، فهاجرت إليها غالبيتهم، وبقي صلى الله عليه وسلم ينتظر الإذن من ربه، فلما جاءه الإذن بالهجرة وبدأ يستعد لها علمت قريش بذلك، وايقنت أنها إن تركته يهاجر سيظهر عليها لا محالة، فاجتمع أكابرهم في دار الندوة واتفقوا على أن يقتلوه صلى الله عليه وسلم، بأن يختاروا شابا من كل بطن من بطون قريش الاثني عشر، ثم يهجموا عليه ويضربوه بسيوفهم في وقت واحد، فيتفرق دمه في قبائل قريش، ولا يستطيع بنو هاشم محاربة الجميع، فيرضوا بالدية، فجاءه الخبر من الله تعالى، كما جاءه الأمر بأن لا يبيت في فراشه.
دعا صلى الله عليه وسلم عليا رضي الله عنه، وأمره أن يبيت على فراشه هو عليه الصلاة والسلام، وخرج فإذا بأفراد العصابة التي جاءت لتنفيذ خطة قريش، وهم يغطون في نوم عميق عند الباب، ثم واصل سيره حتى أتى أبا بكر الصديق.
ويسوق لنا العالم الجليل كراي ولد أحمد يوره رحمه الله، ما دار بين أبي بكر رضي الله عنه، مع الرسول صلى الله عليه وسلم، حين بشره بمجيء الإذن من الله عز وجل بالهجرة، يقول كراي:
وعندما الإذن أتى ياسينا
وعمره جيم مع الخمسينا
جاء يبشر العتيق فانشرح
صدر العتيق وبكى من الفرح
وسأل الصحبة من رسول
سائله ينال أقصى السول
وقال عندي الآن ناقتان
بورق السمر تعلفان
يأخذ منهما الأمين المؤتمن
ما شاء فامتنع إلا بالثمن
ثم اشترى القصواء فامتطاها
واها لها حين امتطاها طاها
وبعد أن أحكما خطة الهجرة توجها إلى غار في جبل ثور عرف بغار ثور، ويقع هذا الجبل جنوب مكة المكرمة، وقد بذلت قريش ما تملك من جهد، في سبيل العثور عليهما ولكن بدون جدوى، وقد أشرفوا في بحثهم على الغار، ولكن حباه الله أن باضت عند مدخل الغار حمامة، ونسجت العنكبوت نسجا، مما جعل قريش تستبعد وجودهما في الغار.
وبعد أن أقاما ثلاث ليال داخل الغار، جاءهما عبد الله بن الأريقط الدئلي، وكانا قد آجراه دليلا إلى المدينة المنورة، واتفقا معه على أن يوافيهما بعد ثلاث ليال عند غار ثور، وقد اختُلِف في إسلام عبد الله هذا، قال في نظم الاحمرار على قرة الأبصار، ذاكرا هذا الخلاف، وضابطا لفظ دئل:
ودِئَل كعِنَب وإِبِل
وضم دالها وكسر الذ يلي
قبيلة منها دليل الزمزمي
في الهجرة الغرا من أرض الحرم
وهو الأمين بن الأريقط ولم
يُسلم كما به السهيلي حكم
والواقدي صحح الإسلاما
وضعّفوا حديثه تماما
ثم خرج الثلاثة ورابعهم عامر بن فهيرة، و واصلوا السير حتى تمكنوا من دخول المدينة المنورة، ليتنافس الأنصار في استقبال الرسول صلى الله عليه وسلم والاحتفاء به، والكل يدعوه إلى الإقامة معه، وهو يقول دعوها إنها مأمورة - يعني ناقته القصواء - إلى أن بركت في مكان اشتراه صلى الله عليه وسلم وبنى به المسجد، ثم شرع في تأسيس الدولة الإسلامية.
غزوة ودان
وفي شهر صفر من ثانية سني الهجرة النبوية كانت أولى غزوات النبي صلى الله عليه وسلم، فقد خرج لاثنتي عشرة ليلة خلت من صفر، في جماعة من المهاجرين يعترض عيرا لقريش يقودها أبو جهل بن هشام، في 300 رجل، ويقال إن أولى غزواته الأبواء، وقيل هما مترادفان، وهو ما أشار إليه العالم السيري أحمد البدوي في نظم الغزوات، حين قال:
أول غزوة غزاها المصطفى
ودان فالأبواء أو ترادفا
حمل اللواء في هذه الغزوة حمزة بن عبد المطلب، وخلف النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة سعد بن عبادة، وخرج في طلب هذه العير إلى أن بلغ ودان، وقد فاتته العير، إلا أن هدفه من هذا الخروج قد تحقق، ألا وهو إبلاغ رسالة إلى مشركي مكة، مفادها أن اقتصادهم سيظل في خطر، ما لم يكفوا عن محاربة الإسلام، كما أن من أهدافه أيضا استكشاف الطرق، وإظهار القوة للقبائل العربية التي تحيط بالمدينة، والتي لا تفهم إلا لغة القوة، وكذلك عقد المعاهدات مع قبائل العرب، لخلق صداقات في المنطقة، والحد من كثرة الأعداء.
و لم يحصل في هذه الغزوة قتال، وفيها مر صلى الله عليه وسلم ببني ضمرة، فعقد معهم معاهدة، عن طريق سيدهم مخشي بن عمر، وتنص المعاهدة أن لا يغزو المسلمون بني ضمرة ولا يغزو بنو ضمرة المسلمين، و أن لا يكثر بنو ضمرة على المسلمين جمعا ولا يعينوا عليهم عدوا ، وكانت مدة غيابه صلى الله عليه وسلم عن المدينة نصف شهر.
وقد نظم العالم الجليل والقاضي محمذن ولد محنض باب أهم ما تقدم من منثور هذه الغزوة، بقوله:
وحاصل الغزوة أنه خرج
للحول من هجرته دون حرج
ثانيَ عشر صفر وساروا
ولم تسر معهم الأنصار
خلف سعد بن عبادة على
طيبة حمزة اللواء حملا
وبلغوا في السير سِيف البحر
معترضين ثَم عير عمرو
ذي الجهل نجل أبه هشام
حين رجوعه من أرض الشام
وفاتهم عمرو وعيره التي
عد رجالها ثلاث مائة
ووادعوا مخشيا بن عمرو
ورجعوا من بعد نصف شهر
بعث الرجيع
وفي شهر صفر من السنة الرابعة للهجرة كانت حادثة بعث الرجيع، وحاصل ذلك أن جماعة من عضل والقارة وفدت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحدثوه عن إسلام بعض من وراءهم من قومهم، طالبين منه أن يبعث معهم من يفقههم في أمور الدين، فبعث معهم ستة رجال على الأرجح، وهم: مرثد بن أبي مرثد الغنوي، وخالد بن البكير الليثي، وعبد الله بن طارق البلوي، وعاصم بن ثابت بن أبي الاقلح وزيد بن الدثنة، اا
لخزرجيان، وخبيب بن عدي الأوسي، وقيل إنهم كانوا عشرة، فسار الرجال مع الوفد حتى بلغوا الرجيع، وهو موضع بأرض هذيل، فغدر القوم بأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، بأن استصرخوا عليهم حيا من هذيل، وكان الغادرون أعطوهم عهدا بالأمان، وقالوا إنهم لا يريدون قتلهم وإنما يريدون أن يصيبوا بهم مالا من قريش.
لما رأى رجال الصحابة غدر القوم انقسمت آراؤهم، فأما مرثد بن أبي مرثد وعاصم بن ثابت وخالد بن البكير، فلم ينزلوا على عهد القوم وأمانهم، وإنما قاتلوا حتى استشهدوا، وأما عبد الله بن طارق وخبيب بن عدي وزيد بن الدثنة، فقد نزلوا على الأمان، فأوثقوهم واقتادوهم إلى مكة ليستل عبد الله بن طارق يده من القران بموضع يسمى مر الظهران، فيرميه رجال عضل والقارة بالحجارة حتى يسقط شهيدا، ويسلموا الباقيين إلى قريش لتقتلهم ثأرا لبعض رجالها، في قصة مشهورة.
وقد فصل العالم الجليل غالي ولد المختار فال ما جرى في هذه الحادثة تفصيلا، وأوجز إيجازا حين قال:
فمرثدا بعدُ إلى الرجيع
ففتكت لحيان بالجميع
وأخذوا ابن طارق وزيدا
وابن عدي بالأمان كيدا
ومرثد وعاصم وخالد
لم يقبلوا أمانهم وجالدوا
إسلام عمرو بن العاص وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة:
وفي شهر صفر من السنة الثامنة للهجرة النبوية، قدم كل من عمرو بن العاص وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة بن أبي طلحة، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم معلنين إسلامهم، فقد خرج خالد وعثمان من مكة متجهين إلى المدينة المنورة، ليعلنا إسلامهما، ولقيا عمرا قرب مكة، وهو في طريقه إلى المدينة، ليعلن إسلامه هو الآخر، وكان قد أسلم على يد ملك الحبشة النجاشي، حين التحق به مع رجال من قومه، بعد أن أيقنوا أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم يعلو، وأنه ظاهر لا محالة، وقيل إن عمرا جاء مبعوثا من طرف قريش يطلب من النجاشي إرجاع المسلمين إلى مكة، وهو ما أشار إليه في مرهم الدوي للمتداوي من كلوم جهله بالبدوي، بقوله في ترجمة عمرو بن العاص:
قد بعثته للنجاشي المكين
قريش لاسترجاعه المهاجرين
وإذ أتى عمرو دعاه أصحمه
إلى اعتناق دين طه المرحمه
وبعد ما عرض ما لديه
اعتنق الدين على يديه
وأم طيبة وفي الطريق تي
ترافقت أفلاذ كبد مكة
عمرو صحابي بلا منازع
إسلامه على يدي ذا التابعي
وفي إسلام الصحابي عمرو بن العاص، على يد النجاشي التابعي، ومولد عبد الله بن عمرو بن العاص وعُمرُ أبيه عمرو لما يتجاوز الحادية عشرة، يلغز العالم سيدي عبد الله بن رازگه للعالم السيري محمدا بن بوحمد بقوله:
أتيناك نوكى مرملين فواسنا
بإسلام صحبي على يد تابعي
وسبق أب ميلاده مولد ابنه
بخمس وست أو عززن بسابع
فيجيبه محمدا بقوله:
هما عمرو السهمي أسلم مخلصا
بأصحمة الملك النجاشي المتابع
كذا ابنه عبد الله قد جاء قبله
بخمس وست ما عززن بسابع
سرية قطبة بن عامر إلى تبالة
وفي شهر صفر من سنة تسع للهجرة كانت سرية قطبة بن عامر بن حديدة الخزرجي إلى تبالة، وكان قطبة هذا أحد أفاضل الصحابة رضوان الله عليهم، وللعالم السيري كراي ولد أحمد يوره في بعض مناقب قطبة بن عامر:
وقطبة للخزرج الكرام
ينمى وبطنه بنو حرام
بايع طه عند كل عقبه
وكان في بدر عظيم المنقبه
ومن مزايا الشهم أنه رمى
في يوم بدر حجرا وأقسما
أن لا يفر أو يفر الحجر
فمثله بكل خير يذكر
أمّر النبي صلى الله عليه وسلم قطبة على عشرين رجلا من الصحابة، وأمرهم بالمسير إلى قبيلة خَثعم، وهي إحدى القبائل العربية التي لما تعتنق الإسلام حينها.
كان الهدف من سرية قطبة وأصحابه الحرب على الأصنام وتوحيد كلمة المسلمين في المنطقة، بعد أن من الله عليهم بفتح مكة المكرمة، وبعد أن بدأت العرب تدخل في الدين أفواجا، فخرج قطبة وأصحابه العشرون إلى خثعم لدعوتهم إلى الإسلام والقضاء على صنمهم (ذي الخلصة) فاشتبكوا معهم وبعد سقوط عدد من القتلى، كانت هزيمة خثعم وانتصار قطبة وأصحابه، ورجوعهم إلى المدينة سالمين غانمين، وفي عقد منثور أحداث هذه السرية وذكر تاريخها، يقول في نظم السرايا:
وسار قطبة سليل عامر
في صفر بأمر طه الآمر
سنة تسع نحو حي خثعما
يدعو إلى الإسلام كل ذي عمى
يقود عشرين من الرجال
يعتقبون عشرة الجمال
فاقتتلوا وكثر الجراح
وللفراديس رجال راحوا
مرض النبي صلى الله عليه وسلم
وفي أواخر شهر صفر من السنة الحادية عشرة، كانت بداية مرض النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قضى فترة مرضه في بيت أم المؤمنين عائشة، إذ كان لما ثقل به المرض، استأذن بقية زوجاته، في الانتقال إلى بيت عائشة، الذي انتقل إليه في الأيام الأولى من ربيع الأول، وكان وصله عاصبا رأسه وهو يمشي بين الفضل بن عباس وعلي بن أبي طالب، ثم أقام بهذا البيت مدة اسبوع، ليتوفاه الله بعد أن خيره بين البقاء في هذه الدار وبين لقائه عز وجل، فاختار صلى الله عليه وسلم الخيار الأخير.