أحداث وقعت في سهر صفر
شهر صفر هو ثاني شهور السنة الهجرية، وقد شهد عددا من الأحداث المعتبرة في التاريخ الإسلامي، ونذكر منها:
زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بخديجة بنت خويلد رضي الله عنها:
وفي شهر صفر من السنة الخامسة عشرة قبل البعثة، تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بخديجة بنت خويلد، وذلك أنها اختارته ليخرج مع غلام لها يدعى مسيرة في تجارتها إلى الشام، فلما عادا، أخبرها الغلام بما شاهد فيه صلى الله عليه وسلم، من الصدق والأمانة والكرم والعفة وما حصل له من الخوارق، ثم رأت ما حصل من ربح تجارتها على يده، وما يتحلى به من الفضائل، فما كان منها إلا أن طلبت من إحدى صديقاتها أن تعرض عليه الزواج منها - أي من خديجة - ففعلت، واستجاب صلى الله عليه وسلم، فكانت أولى زوجاته، ولم يتزوج عليها في حياتها، وكانت أم جميع أبنائه، غير إبراهيم، وأحبها كثيرا، فلم يزل يذكرها ويثني عليها، ويعرب عن حبه إياها طول عمره، ولم يتزوج عليها، إلى أن توفيت رضي الله عنها.
هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة
وفي أواخر شهر صفر من آخر سنة قبل الهجرة، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة مهاجرا إلى المدينة المنورة، صحبة أبي بكر الصديق وعامر بن الفهيرة، رضي الله عنهما، إضافة إلى عبد الله بن الأريقط الذي استأجروه ليدلهم، وقد استمات قادة قريش في البحث عن النبي صلى الله عليه وسلم لمنعه من الهجرة، وبذلوا في ذلك الغالي والنفيس، لكن بدون جدوى، فقد تمكن صلى الله عليه وسلم من دخول المدينة والشروع في تأسيس الدولة الإسلامية.
غزوة ودان:
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأس اثنتي عشرة ليلة مضت من شهر صفر من السنة الثانية للهجرة، حتى بلغ ودان، وكان سبب خروجه صلى الله عليه وسلم اعتراض عير لقريش، أو لبني ضمرة، حتى بلغ الأبواء، وكان هذا أول خروج له للقتال خارج المدينة، وقيل إن أول غزوة الأبواء، وقيل مترادفتان،
وكان الهدف منها إبلاغ رسالة إلى مشركي قريش (ألد أعداء الإسلام) مفادها أن اقتصادهم في خطر، ما داموا لم يكفوا عن محاربة الإسلام وإيذاء المسلمين والضغط عليهم، وكذلك استكشاف الطرق، وإظهار القوة للقبائل العربية المحيطة بالمدينة، حتى يؤمن بأسها
بعث الرجيع
وفي شهر صفر من السنة الرابعة للهجرة كانت حادثة بعث الرجيع، وذلك أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم نفر من عضل والقارة، وقالوا إن فيهم إسلاما، وطلبوا منه أن يبعث معهم من يعلمهم أمور الدين، فبعث معهم ستة رجال وقيل عشرة، فسار الرجال معهم حتى بلغوا موضعا بأرض هذيل يسمى الرجيع، فغدرت عضل والقارة بأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، حين استصرخوا عليهم حيا من هذيل.
فلما رأى رجال الصحابة ذلك انقسمت آراؤهم، فمنهم من قاتل حتى مات شهيدا، وثلاثة منهم نزلوا على عهد القوم، إذ كانوا أعطوهم الأمان، و وعدوهم أن لا ينالهم أذى إن هم استسلموا، ولكنهم غدروا بهم أيضا، فقد جلبوهم إلى قريش لبيعهم لهم، فقاتل أحدهم في الطريق حين تحقق من الغدر فقتلوه، وباعوا الباقيَيْن لقريش فقتلتهما في قصة مشهورة.
إسلام عمرو بن العاص وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة
وفي شهر صفر من السنة الثامنة للهجرة خرج عمرو بن العاص وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة بن أبي طلحة من مكة متجهين إلى المدينة المنورة، فأعلنوا إسلامهم، ويقال إن عمرا أسلم على يد ملك الحبشة النجاشي، ويلغزون فيه ب"الصحبي الذي أسلم على يد تابعي".
سرية قطبة بن عامر
وفي شهر صفر من سنة تسع للهجرة كانت سرية قطبة بن عامر الخزرجي السلمي، إلى تبالة، حيث خرج قطبة في عشرين رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، يقصدون قبيلة خَثعم، وهي إحدى القبائل العربية التي لما تعتنق الإسلام حينها.
كان هدف سرية قطبة الحرب على الأصنام وتوحيد كلمة المسلمين في المنطقة، بعد أن من الله بفتح مكة، وبدأت العرب تدخل في الدين أفواجا، فخرج قطبة وأصحابه إلى خثعم للقضاء على صنمهم (ذي الخلصة) فاشتبكوا معهم وبعد سقوط عدد من القتلى، كانت هزيمة خثعم وانتصار قطبة وأصحابه، ورجوعهم إلى المدينة بالغنائم.
وفي أواخر شهر صفر من السنة العاشرة للهجرة كانت بداية المرض الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقعة المدائن
وفي شهر صفر من السنة السادسة عشرة للهجرة، كانت معركة المدائن، الواقعة على نهر دجلة، حيث أمَّر عمر بن الخطاب سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنهما - على جيش سيره إلى العراق الفتحه، فخاض سعد هناك عدة معارك كان آخرها معركة المدائن التي خضعت بعدها بلاد العراق واتسعت الدولة الإسلامية، وهابتها شعوب الأرض.