أهم الأحداث الواقعة في شهر رمضان
بدء نزول الوحي
كان محمد صلى الله عليه وسلم قبل البعثة ينقطع عن الناس للتعبد في غار حراء بجبل يقع قرب مكة، وفي رمضان قبل البعثة بثلاث عشرة سنة جاءه جبريل بأول وحي ينزل عليه صلى الله عليه وسلم، وهو قوله تعالى: "قرأ بسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق..." فكانت بداية البعثة.
وفاة أمنا خديجة رضي الله عنها
توفيت في العاشر من رمضان من العام الثالث قبل الهجرة النبوية أم المؤمنين خديجة بنت خويلد زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وسمي هذا العام «عام الحزن»، حيث تأثر النبي صلى الله عليه وسلم لوفاتها ووفاة عمه أبي طالب في نفس العام.
كانت لخديجة منزلة خاصة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم،
كانت لبيبة مها بة الجانب مصانة المكانة، ذا ت راي راجح ونظرة ثاقبة وكرم معروف واست النبي صلى الله عليه وسلم بمالها
وقد حفظ ذلك وبشرها ببيت في الجنة من قصب لانصب فيه ولاصخب.
وحتى بعد وفاتها وزواج سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من غيرها من النساء لم تستطع أي واحدة منهن أن تزحزح «خديجة» عن مكانتها في قلب النبي صلى الله عليه وسلم.
فبعد أعوام من وفاتها وبعد انتصار المسلمين في معركة «بدر» وأثناء تلقي فدية الأسرى من قريش، لمح النبي صلى الله عليه وآله وسلم قلادة لخديجة بعثت بها ابنتها «زينب» في فداء لزوجها الأسير «أبي العاص بن الربيع» فرق قلبه من شجو وشجن وذكرى لزوجته الأولى» خديجة» فطلب النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة رضي الله عنهم أن يردوا على زينب قلادتها ويفكوا أسيرها إن شاؤوا ففعلوا ذلك.
تشريع الآذان
وفي رمضان من السنة الأولى للهجرة شرع الآذان للصلاة، وقد هم رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريقة يحصل بها إعلام الناس لحضور الصلاة، فجاءت عدة آراء من صحابته رضوان الله عليهم، لكنه لم يطمئن لواحد منها، إذ لم تكن جديدة، كان يريد جديدا يختص به المسلمون دون غيرهم، فانصرف الصحابي عبد الله بن زيد مهتما لما رأى من هم النبي صلى الله عليه وسلم، فلما نام رأى الآذان كما هو، وقص رؤياه على الرسول صلى الله عليه وسلم، فاستحسنه النبي وأمر عبد الله أن يلقنه بلال بن رباح لأنه أندى صوتا. ففعل عبد الله رضي الله عنه، فكان الآذان للصلاة كما جاء في رؤياه.
سرية حمزة بن عبد المطلب إلى سيف البحر
ذاق المسلمون بمكة قبل الهجرة صنوف الظلم من قريش، الذين بالغوا في إيذائهم بالتعذيب والحصار والتهجير وحتى بالقتل، وسلب المال، فجاء أول رد من المهاجرين في أول رمضان بعد الهجرة، حيث بعث الرسول صلى الله عليه وسلم عمه حمزة بن عبد الملطب إلى سيف البحر في ثلاثين من المهاجرين، لاعتراض عير قريش، التي يقودها أشد أهل مكة على المسلمين؛ ألا وهو أبو جهل بن هشام.
فلقي هؤلاء أبا جهل في 300 راكب، ولم يقتتل الفريقان إذ حجز بينهم مجدي بن عمرو الجهني، وهو أحد سادات العرب، وكان موادعا لكلا الفريقين (المسلمين وقريش) فنجا أبو جهل بالعير، ورجع حمزة وأصحابه إلى المدينة دون أن يلقوا أذى.
غزوة بدر الكبرى
وفي رمضان من السنة الثانية للهجرة، كانت معركة بدر الكبرى وذلك أن قريشا ـ وحتى بعد أن هاجر المسلمون ـ استمرت في إيذائهم ونهبت ممتلكاتهم وصادرت أموالهم، وقد بلغ الأمر بقريش أن صارت تعتدي على المسلمين في المدينة، فقد جاءت بدر بعد إغارة كرز بن جابر القرشي الفهري على أسراح المدينة ونهبها، وقد خرج الرسول صلى الله عليه وسلم في جمع من أصحابه يطلبون كرزا ففاتهم، ثم رام الرسول أن يرد على هذا الفعل، لرفع معنويات المسلمين وإظهار المنعة أمام قريش، فخرج صلى الله عليه وسلم في مائة وخمسين رجلا لاعتراض عير لقريش ذاهبة نحو الشام يقودها أبو سفيان بن حرب، ولكن هذه العير فاتت المسلمين، بعد أن بلغوا العشيرة ليؤوبوا إلى المدينة.
فلما جاءت عيون المدينة بأن هذه العير في طريقها عائدة من الشام نحو مكة بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعد لاعتراضها، فخرج في نحو 315 رجلا، وكان لديهم 70 بعيرا فكان كل ثلاثة يعتقبون على بعير.
علم أبو سفيان بخروج الرسول صلى الله عليه وسلم في طلب العير فغير طريقه وأرسل إلى قريش أن انفروا للدفاع عن عيركم، فخرجت قريش في نحو ألف مقاتل بكامل عدتها، فلما تحقق أبو سفيان من نجاة العير بعث إلى قريش يطلب منهم الرجوع، وقد رأى رأيه بعض أكابر النفير، إلا أن حنق أبي جهل على الإسلام ونفوذ كلمته حالا دون رجوع قريش.
علم النبي بإفلات العير وخروج النفير نحوهم وكان أمامه أمران فإما أن يرجع إلى المدينة وفيه انتصار لقريش وتصغير من شأن المسلمين في أعين القبائل العربية المجاورة وغيرها، وإما أن يتقدم للقاء قريش بجيش قليل لم يكن على استعداد للقتال لأنهم إنما خرجوا لاعتراض عير عدد رجالها أقل من ثلثهم مع أن ثلاثة أرباع هذا الجيش القليل هم من الأنصار الذين لم يبايعوه على القتال خارج المدينة وإنما بايعوه على أن يمنعوه مما يمنعون منه نساءهم كما تنص على ذلك بنود بيعة العقبة.
وهنا عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم جلسة استشارة حول الموضوع فتكلم بعض المهاجرين وأعلنوا دعمهم للموقف الداعي للقاء قريش، ولكن النبي كان يريد رأي الأنصار الذين قدمنا أنهم لم يبايعوه على القتال خارج المدينة، ولذلك لم يكتف برأي المهاجرين بل كرر قوله أشيروا علي، وهنا انبرى سعد بن معاذ قائلا: كأنك تعنينا يا رسول الله، ثم أكد وقوفهم خلف النبي صلى الله عليه وسلم مهما كان الحال، وحماسهم للقاء عدوه، فشكر له النبي قولته، وانطلق الجيش حتى نزل أقرب ماء لهم من مياه بدر، فسأله الحباب بن المنذر: أهذا منزل أنزلكه الله فلا رأي لأحد فيه، أم هو الرأي والمكيدة؟ فقال: بل هو الرأي والمكيدة، فقال الحباب: بل الراي أن ننزل أدنى ماء للعدو ونغور غيره فنشرب ولا يشربون، فشكر له الرسول ذلك وعمل برأيه.
بني للنبي صلى الله عليه وسلم عريش مشرف على ساحة المعركة ليشرف منه على تسيير شؤونها، ثم بدأ يسوي صفوف جيشه ويوزع عليهم المهام في طريقة جديدة لم تألفها العرب في حروبها، وأثناء تسويته للصفوف تقدم الصحابي سواد بن غزية من صفه، فمسه صلى الله عليه وسلم في كشحه، فقال: أوجعتني يا رسول الله فأقدني منك، فكشف النبي عن بطنه وقال استقد، فقبل سواد بطن النبي عليه الصلاة والسلام، فسأله: ما حملك على هذا؟ فقال: قد حضر ما ترى، وإني لا آمن القتل وقد أردت أن يكون آخر عهدي بك أن يمس جلدي جلدك، فدعا له الرسول بخير.
كانت بداية المعركة حين أقسم الأسود بن عبد الأسد ليشربن من الحوض أو ليهدمنه، فقام إليه حمزة بن عبد المطلب فقتله، وهنا انبرى ثلاثة فرسان من قريش يطلبون البراز وهم: عتبة بن ربيعة وابنه الوليد وأخوه شيبة، فقام لشيبة حمزة بن عبد المطلب، ولعتبة عبيدة بن الحارث وللوليد علي بن أبي طالب، فقتل حمزة وعلي مبارزيهما وذففا على عتبة الذي اختلفت الضربتان بينه وبين عبيدة.
ثم هجم على المسلمين جيش قريش بعد هذه البداية التي لم تكن لترفع من معنوياته، وقد لقيه المسلمون بشجاعة وحماس منقطعي النظير، ونزلت الملائكة مددا لهم، فما هو إلا وقت يسير حتى تحقق النصر الذي وعد الله نبيه، وبدأت هزيمة قريش فمنحت المسلمين أكتافها يقتلون ويأسرون كيف شاؤوا، فقتل منهم 70 رجلا وأسر مثلها، ورجع المسلمون بالنصر والأسرى والغنائم.
ومن الدروس التي تستخلص من هذه المعركة أنها كانت فاصلة في تاريخ الإسلام، ولهذا سماها سبحانه وتعالى يوم الفرقان، كما تجلت فيها قوة إيمان أصحابه وتضحيتهم، فقد حمل الأنصار أرواحهم على أكفهم في هذه المعركة، مع أنهم لم يلتزموا للرسول صلى الله عليه وسلم بالقتال معه خارج المدينة، وإنما يمنعونه مما يمنعون منه نساءهم وفق ما تنص عليه بنود بيعة العقبة، كما أن المهاجرين واجهوا إخوتهم وآباءهم وأقرب أقاربهم في هذه المعركة، كما ازداد بعد هذه المعركة رجحان كفة الإسلام، فدخل بعدها الكثيرون في الإسلام وأخفى كثيرون عداءهم له خوفا وطمعا.
ومن هذه الدروس كذلك أهمية الأخذ بالأسباب، فقد أرسل صلوات الله وسلامه عليه من يتتبع له خبر القافلة، مع الإقبال على الله والتضرع له، فقد أكثر من الدعاء حتى سقط رداؤه، ومنها أخذ القائد بنصيب من الشدائد التي يلاقي الجند، حيث كان يعتقب في الطريق مع آخرَين على بعير، ومنها تطبيق مبدأ الشورى، فقد استشار صلى الله عليه وسلم أصحابه، كما عمل بإشارة الحباب، ومنها محاسبة القائد وقبوله لها، كما حدث مع سواد بن غزية، وغير ذلك من الدروس التي لا يسمح المقام باستقصائها.
سرية أبي بكر إلى وادي القرى
وفي شهر رمضان من السنة السادسة للهجرة، كانت سرية أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى وادي القرى، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث زيد بن حارثة في ثلاثة عشر رجلا إلى منطقة وادي القرى يستطلعون أخبار الأعداء، فبينما هم في وادي القرى إذ هجم عليهم جمع من فزارة، فاستشهد الجميع إلا زيدا وثلاثة معه، ثم تمالأ هؤلاء القوم من بني فزارة على قتل الرسول صلى الله عليه وسلم، وجهزوا عددا من الفرسان للقيام بهذه العملية، فبعث إليهم النبي صلى الله عليه وسلم سرية من عشرين رجلا يقودها أبوبكر الصديق، فهجموا على جموع فزارة بوادي القرى، وأحسنوا تأديبهم، فقد قتلوا منهم وأسروا وغنموا الغنائم، أما قصة مقتل فاطمة بنت ربيعة بن بدر المكناة بأم قرفة الفزارية، الواردة في المصادر السيرية، والمتداولة بكثرة عند أعداء الإسلام؛ فقد أتى عن أهل الحديث أنها لا تصح سندا منكرة متنا.
سرية غالب بن عبد الله إلى المنيعة
وفي شهر رمضان من السنة السابعة للهجرة كانت سرية غالب بن عبد الله إلى قوم بالمنيعة وهي إحدى السرايا التي ترمي إلى إظهار المنعة أمام القبائل العربية المعادية للإسلام، وقاد غالب في هذه السرية 130 رجلا، فهجموا على العدو فكان لهم النصر.
وفي هذه السرية كانت حادثة قتل أسامة بن زيد لمرداس بن نهيك، بعد أن نطق الشهادتين، وذلك أن مرداسا هذا، قتل عددا من الصحابة وأثناء المعركة علاه أسامة بالسيف فقال: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فرآها أسامة حيلة للنجاة فقتله، فلما عادوا إلى المدينة أنب النبي صلى أسامة ولامه على قتل الرجل وقد نطق الشهادتين، فقال أسامة إنما قالها متعوذا من السيف، فقال صلى الله عليه وسلم: هل شققت عن قلبه فتعلم أصادق هو أم كاذب، أقتلته بعد أن قال: لا إله إلا الله، قال أسامة: فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني لم أسلم إلا يومئذ.
فتح مكة
وفي شهر رمضان من سنة ثمان، كانت غزوة فتح مكة، ويدعى فتح الفتوح، والفتح الأعظم، وسبب هذه الغزوة إخلال قريش بأحد بنود صلح الحديبية، وهو البند المتعلق بدخول من شاء من القبائل حلف محمد صلى الله عليه وسلم ومن شاء في حلف قريش، ويترتب على ذلك عدم اعتداء أي من الطرفين على من دخل في حلف الآخر، فدخلت خزاعة في حلف النبي صلى الله عليه وسلم، ودخلت بنو بكر في حلف قريش.
ثم إن بني بكر أرادوا إدراك ثأر لهم من خزاعة كانوا انشغلوا عنه منذ ظهور الإسلام، فلما حصل صلح الحديبية انتهزوا فرصة الهدنة وغفلة خزاعة وبيتوهم فاقتتل الفريقان وهزمت خزاعة حتى لجأت إلى الحرم، وكانت قريش أعانت حلفاءها بكرا بالسلاح وبرجال قاتلوا معهم خفية.
فانطلق عمرو بن سالم وبديل بن ورقاء إلى المدينة مستغيثين بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأنشد عمرو أرجوزته المشهورة، والتي منها:
إن قريشا أخلفوك الموعدا
ونقضوا ميثاقك المؤكدا
وزعموا أن لست أدعو أحدا
وهم أذل وأقل عددا
هم بيتونا بالوتير هجدا
وقتلونا ركعا وسجدا
فانصر هداك الله نصرا أيدا
فقال صلى الله عليه وسلم: لا نصرت إن لم أنصركم، وبدأ يستعد لغزو مكة وقد انتهج أسلوب التعمية وحذر من إفشاء أمره، وفيه مشروعية التعمية للمصلحة، ولكن الصحابي حاطب بن أبي بلتعة أرسل إلى قريش كتابا يخبرهم فيه بما يعتزم الرسول الذي جاءه جبريل بالخبر، وهنا تتجلى آية من نبوءته، فأرسل صلى الله عليه وسلم في أثر المرأة من ينتزعون منها الكتاب، فأنكرت أن يكون معها كتاب، فهددوها بتجريدها إن هي لم تدفع لهم الكتاب، ففعلت، وفيه مشروعية تجريد المرأة إن طلبته خدمة المصلحة العامة، ثم تم العفو عن حاطب بعد اعتذاره وتوبته، ويستفاد منه استحباب إقالة العثرات، خاصة في شأن الأفاضل، فحاطب صحابي شهد بدرا وهاجر عن أهله وماله في سبيل الله.
ثم إن قريشا ندمت على فعلتها فخرج أبو سفيان إلى المدينة لإصلاح ما أفسده قومه ولكن بدون جدوى.
خرج النبي صلى الله عليه وسلم في عشرة آلاف مقاتل إلى مكة ولما نزل بالقرب منها وحل الظلام امر كل فرد من أفراد الجيش بأن يوقد نارا، لإرهاب العدو حتى يسيتسلموا دون إراقة دماء، ثم تفرق الجيش إلى كتائب لدخول مكة ولم يلقوا مقاومة إلا ما كان من جماعة يقودها عكرمة بن أبي جهل، كانت تعرضت لكتبية يقودها خالد بن الوليد بالخندمة على أطراف مكة، فهزم قوم عكرمة وقتل منهم اثنا عشر رجلا.
ثم دخل الرسول مكة وأعلن أن من أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، وفي هذا سعي منه صلى الله عليه وسلم للحد من إراقة الدماء، فإن من لم يُعط فرصة للنجاة لا بد سوف يقاتل، وفيه أيضا إنزال الناس منازلهم فإن أبا سفيان كان من سادات قريش الذين يحتلون مكانة عالية بينهم، وهكذا تم فتح مكة بأقل تكلفة، رغم أهمية هذا الحدث وقوة قريش ورغم ما كانت تتصف به من شدة ثباتها على مبادئها ودفاعها عنها وعدائها للدعوة الإسلامية.
ويعتبر فتح مكة من أهم الأحداث في تاريخ الإسلام، ولهذا سموه الفتح الأعظم وفتح الفتوح، وذلك لأن جميع القبائل العربية كانت تبعا لقريش، فهم سادة العرب، كما أن مكة تحتضن البيت الحرام الذي يلقى تعظيما وإجلالا من جميع العرب، كما كانت مكة أيضا عاصمة للوثنية والشرك، فكان الجميع ينتظر ما يحصل بين قريش ومحمد صلى الله عليه وسلم.
هدم صنم العُزى
وفي رمضان من السنة الثامنة للهجرة بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد لهدم العزى، وهي صنم اقريش وسائر بني كنانة، وقد خرج خالد رضي الله عنه على رأس ثلاثين فارسا، حتى انتهى إلى العزى فهدمها.
ثم رجع خالد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره الخبر، فسأله: هل رأيت شيئا؟ قال: لا، قال: فإنك لم تهدمها فارجع إليها فاهدمها، فرجع وهو متغيظ، وجرد سيفه، فخرجت إليه امرأة سوداء عريانة ناشرة الرأس، وأخذ السادن يصيح بها، فضربها خالد بسيفه حتى صارت نصفين.
وعاد إلى النبي عليه الصلاة والسلام، فقال: نعم تلك العزى، وقد أيست أن تعبد ببلادكم أبدا.
سرية عمرو بن العاص
كانت في شهر رمضان سنة 8 هـ.وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم حين فتح مكة بعث عمرو بن العاص إلى صنم هذيل"سواع" ليهدمه، فلما وصل إليه وعنده السادن قال: «ما تريد؟» قلت «أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهدمه»، قال «لا تقدر على ذلك»، قلت «لم؟»، قال «تمنع» قلت «حتى الآن أنت في الباطل؟ ويحك وهل يسمع أو يبصر؟»، ثم دنا منه عمرو فكسره وأمر أصحابه فهدموا بيت خزانته، فلم يجدوا فيه شيئا ثم قال للسادن «كيف رأيت؟» قال «أسلمت لله».
وِفادة ثقيف على النبي صلى الله عليه وسلم وإسلامهم
وفي شهر رمضان من السنة التاسعة جاء وفد من ثقيف إلى النبي وهو بالمدينة فأعلن أعضاؤه إسلامهم، ثم رجعوا إلى قومهم فما زالوا بهم حتى أسلموا وحسن إسلامهم.
وكان عروة بن مسعود الثقفي قد وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وأسلم، ثم رجع إلى قومه ودعاهم إلى الإسلام فامتنعوا، وقتلوه وهو يؤذن لصلاة الصبح.
هدم صنم اللّات
وفي رمضان من السنة ذاتها، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم المغيرة بن شعبة وأبا سفيان بن حرب لهدم اللات، وكانت ثقيف قد طلبت منه عليه الصلاة والسلام أن يترك لهم أشياء ومنها صنمهم اللات، فامتنع وأرسل ذين الصحابيين فهدماها.
وفد ملوك حِمْيَر
وفي رمضان من هذه السنة كذلك، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم رسول من ملوك حمير، بكتاب يعلنون فيه إسلامهم، فاحتفى عليه الصلاة والسلام بهذا الضيف وإعطاه كتابا يحمل رده على ملوك حمير، يرغبهم فيه في ما عند الله ويحذرهم من مخالفته.
فتح الأندلس
الأندلس هو الاسم الذي أطلقه المسلمون على شبه جزيرة أيبيريا عام 711م. بعد أن دخلها المسلمون بقيادة طارق بن زياد وموسى بن نصير وضمّوها للخلافة الأموية واستمر وجود المسلمين فيها حتى سقوط مملكة غرناطة عام 1492.
وقد فتحت في 28 رمضان 92 هجري.
تأسيس الجامع الأزهر
الجامع الأزهر" أهم مساجد مصر على الإطلاق، وأحد القلاع التاريخية لنشر وتعليم الإسلام ، وهو واحد من أشهر المساجد الأثرية في العالم الإسلامي.
يعود تاريخ بنائه إلى بداية عهد الدولة الفاطمية في مصر، بعدما أتم جوهر الصقلي فتح مصر سنة 969م، وشرع في تأسيس القاهرة ، موازاة مع ذلك بدأ في إنشاء الجامع الأزهر ليكون مسجداً جامعاً للمدينة حديثة النشأة أسوة بجامع عمرو في الفسطاط، وقد تم بناؤه وأقيمت أول جمعة فيه في رمضان سنة 361هـ /972م، وعرف بجامع القاهرة